إعلانات

نص التقرير:
ر ــ الفتوحات الاسلامية الاولى بافريقية وبلاد المغرب ـــ
يـــــــــوم: 11/10/11 | القـراءات: 35701
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


الفتوحات الاسلامية الاولى بافريقية وبلاد المغرب

العهد الإسلامي

انتهى الوجود البيزنطي مع حلول الفاتحين المسلمين ويعتبر إنشاء القيروان سنة 670 م /50 هـ كقاعدة إستراتيجية متقدمة للمسلمين غرب الدولة الإسلامية بمثابة التحول الهام في تاريخ المنطقة التي شهدت ومنذ الفتح الإسلامي تعاقب عدة فترات .

كانت افريقية وهي تونس حاليا في بداية القرن 7 م ترزح تحت النفوذ البيزنطي منذ أن استرجعها جيوش جوستنيان سنة 533 م على حساب الوندال وكانت السلطة البيزنطية منحصرة في كل من البروقنصلية والمزاق بينما كانت المناطق المغربية الأخرى غير موحدة سياسيا تحكمها أحلاف قبلية بربرية متعددة .

بدأت العمليات الاستطلاعية الأولى في عهد الخليفة عثمان بن عفان الذي جمع الناس في المدينة لفتح افريقية واسند قيادة الحملة لعبد الله بن أبي سرح والي مصر آنذاك وتسمى الغزوة غزوة العبادلة انتصر فيه الجيش العربي الإسلامي سنة 27 هـ / 647 م على الجيش البيزنطي بقادة جرجير في موضع يسمى عقوبة . توقفت العمليات العسكرية بافريقية إلى حين ما بعد الفتنة الكبرى .

في خلافة معاوية بن أبي سفيان قام معاوية بن حديج السكوني بحملتين سنة 41 هـ/661 م ثم سنة 45 هـ / 665 م تمكن من خلالها المسلمون من الاستقرار في جبل القرن وأرسلت عدة سرايا باتجاه سوسة وجلولاء قرب القيروان لكن ابن حديج عاد إلى مصر دون ترك حامية بالبلاد .

قبل الخليفة معاوية ابن ابي سفيان أن يعين عقبة بن نافع الفهري على رأس افريقية سنة 50 هـ / 670 م الذي كان مقيما ببرقة بليبيا شارك في عدة حملات ضد البيزنطيين والبربر وقد وصل افريقية عبر الصحراء على رأس جيش كثيف بلغ 10000 مقاتل واتخذ قيروانا أي معسكرا تتجمع فيه كل صفات التمصير وقد دامت عملية بناء القيروان 4 سنوات وفي الأثناء كان يوجه السرايا لتوطيد الحكم الإسلامي ونشر الإسلام بين البربر . لكنه عزل وعوض أبو المهاجر دينار سنة 55 هـ /674 م الذي تمكن من هزم كسيلة زعيم البربر البرانس الذين عارضوا التواجد العربي الإسلامي بافريقية ثم صالحه وحالفه غير أن سياسة أبي المهاجر المرنة تجاه البربر قلصت حجم الغنائم التي تصل مركز الخلافة بدمشق مما جعل الخليفة الأموي يزيد بن معاوية يعزله ويعوضه بعقبة الذي رجع ثانية الى افريقية سنة 62 هـ / 682 م حيث تمكن من هزيمة البربر والروم باتجاه المحيط الأطلسي غربا ومع رجوعه الى القيروان على راس كتيبة صغيرة فوجئ بمنطقة بسكرة من طرف كسيلة وحلفائه الروم فقتل وأصحابه في موضع يسمى تاهودا سنة 64 هـ / 684 م . ومن نتائج ذلك هزيمة المسلمين وخروجهم من القيروان التي استقر بها كسيلة ضمن كيان سياسي تواصل الى 69 هـ / 689 م كما استعاد الروم نفوذهم على مناطق الزاب وافريقية .

في العهد الأموي المرواني مع عبد الملك بن مروان أرسل زهير بن قيس البلوي لمواصلة الصراع ضد البربر والروم فتم له استرجاع القيروان وقتل كسيلة سنة 69 هـ / 688 م الا أن الروم قد أرسلوا أسطولا بحريا سنة 71 هـ / 690 م الى مدينة برقة لسبي المسلمين وقتل البلوي في مواجهتهم .

من جديد أرسل الخليفة عبد الملك بن مروان جيشا يتكوم من 40 ألف مقاتل بقيادة حسان بن النعمان الغساني وأسند إليه ولاية كل المغرب سنة 75 هـ / 694 م تمكن من دخول قرطاجنة سنة 76 هـ / 695 م وطرد الروم منها كما كرس كل جهوده لمواجهة البربر البتر بقيادة الكاهنة دهياء بنت ثابت بن تيفان من قبيلة جراوة تلقب بملكة الأوراس . لكن المسلمين انهزموا في واقعة وادي العذاري بجبال الأوراس مما جعل حسان يتراجع بجيوشه نحو قابس ومنها الى برقة بينما سيطرت الكاهنة على أجزاء هامة من بلاد المغرب كما خربت البلاد متبعة سياسة الأرض المحروقة لمنع المسلمين من الاستقرار لكن حسان بن النعمان نجح سنة 82 هـ / 701 م من القضاء عل مقاومة البربر وقتل الكاهنة ثم عاد من جديد الى القيروان للسيطرة على افريقية نهائيا .

قام حسان بن النعمان بتنظيم البلاد المفتوحة وأدخل البربر في شكل منظم في الجيش مما سهل عملية اندماجهم مع العرب في إطار الإسلام غير أن الخليفة الوليد بن عبد الملك عزله وعوضه بموسى بن نصير الذي اتخذ القيروان عاصمة له واصبحت بلاد المغرب ولاية مستقلة عن مصر بداية من سنة 86 هـ / 705 م وكانت القيروان قاعدة الانتشار نحوبقية بلاد المغرب ونحو الاندلس .

هناك خاصية أخرى لفتح شمال أفريقيا وهو جانب حضاري مهمّ: على عكس الفتوحات الشرقية التي وصلت لحدود الصين، غيّر شمال أفريقيا خصائصه الحضارية ولم يكتفي بالدخول في الإسلام بل تبعه ذوبان حضاري بين العرب والبربر وهذا لم يحدث في فارس وبلاد السند والهند وبخارى وكل وسط آسيا أين حافظت تلك البلدان على لغتها وحضارتها ولم تدخل تحت غطاء العروبة كحضارة واكتفت بالإسلام، ربما كان التدفق البشري العربي أكثر نحو المغرب والأندلس حتى بعد قرون من الفتح، وربمّا كانت هناك عوامل أخرى لكن الأمر تمّ بدون أن تحمل لنا كتب التاريخ حديثا عن إرغام أو إجبار للتحوّل من الحضارة البربرية-البيزنطية إلى العربية....

هذه خاصية فريدة امتاز بها فتح شمال أفريقيا،  

لا تنسونا من دعائكم


تقييم:

0

0

مشاركة رابط الصفحة:


المشاركة في الدرس عبر الفيس بوك:

المشاركة في الدرس عبر الموقع:
.....................................................................

=== إضافة مشاركة جديدة ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص المشاركة:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com