المؤسسات التعليمية بالمغرب

إدارة الموقع

أخبار التربية والتعليم

معلومات إدارة الموقع

الاسم: إدارة الموقع
المؤسسة: مدرسة حليمة السعدية
المهمة: إدارة موقع المؤسسات التعليمية بالمغرب
مسجل منذ: 2010-01-07
آخر تواجد: 2024-04-23 الساعة 23:33:06
مجموع النقط: 2167.55

إعلانات

موضوع المشاركة:
تقرير النشاط الافتتاحي لجمعية أساتذة اللغة العربية بمراكش
يـــــــــوم: 24 - 12 - 18 | القـراءات: 1438

مراكش بتاريخ: 23 دجنبر 2018

انطلق برحاب كلية اللغة العربية وبالضبط بمدرج لشرقاوي إقبال النشاط الافتتاحي لجمعية أساتذة اللغة العربية الذي حمل شعار" اللغة العربية في البرامج التعليمية بالمغرب: الواقع والآفاق" على الساعة العاشرة وأربعين دقيقة، فكان أول ما تم الافتتاح به آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الأستاذ جمال كريد، شرع بعدها السيد المسير الأستاذ كمال أحود في الإشارة بشكل مختزل إلى ظروف انعقاد هذا النشاط ، ثم إلى برنامج المتضمن لثلاث مداخلات واستراحة شاي تعقبها مناقشة كافة القضايا التي ستثيرها المداخلات.

تسلم بعذ ذلك السيد رئيس الجمعية الأستاذ محمد حاذف، الذي عبر عن شكره السيد الرئيس كل الحضور الكريم الذي يكتسي صبغة نوعية تمثلت في حضور ثلة من المؤطرين التربويين كالأستاذ حسن عمار المنسق الجهوي لهيئة التفتيش بالجهة والأستاد عبد الله الإبراهيمي المؤطر بالمديرية الإقليمية بقلعة السراغنة والأستاذ عمر كوندي بمديرية الرحامنة ومولاي هشام الإدريسي بمديرية أسفي، بالإضافة إلى مجموعة من أساتذة المادة بالسلكين الإعدادي والثانوي، كما عبر السيد الرئيس عن عظيم امتنانه لكلية اللغة العربية في شخص عميدها الدكتور أحمد قادم على رعايته هذه المبادرة بفتح أبواب الكلية أمام الجمعية وأنشطتها، ثم فصل في ظروف نشأة الجمعية والتي بدأت بوادرها في حصص تصحيح امتحانات اللغة العربية سواء تلك الخاصة بالامتحان الجهوي او الامتحان الوطني، منوها في ذلك بدور بعض الأساتذة الذين لهم قدم راسخة في تدريس اللغة العربية بالمدرسة العمومية أمثال الأستاذ العلوي قشاش والأستاذ كمال احود والأستاذ حميد منسوم. هؤلاء كان لهم فضل السبق في إذكاء الشرارة الاولى لفكرة إنشاء جمعية خاصة بأساتذة المادة.

تناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ محمد عواج في كلمة تعريفية بالجمعية، منوها بجهود كافة الأساتذة الذين حملوا هم إنجاح الفكرة التي تم التقاطها إبان فترة التصحيح الىنفة الذكر، كما أشار إلى تطلعات الجمعية الهادفة في مجملها إلى الدفاع عن حياض اللغة العربية، عبر مجموعة من الأنشطة مثل التكوين المستمر لأساتذتها، وإصدار مجلة باسم الجمعية تعنى بقضايا اللغة العربية ورهاناتها وإغناء المكتبات المدرسية بالكتب والمراجع، بالإضافة إلى العمل على إغناء الرصيد الرقمي الخاص بمادة اللغة العربية أسوة ببعض اللغات أو المواد التي تعد متقدمة في هذا الشأن، وفي ختام كلمته عبر الأستاذ محمد عواج عن انفتاح الجمعية على كافة الفاعلين التربويين، كما رحب باقتراحاتهم وملاحظاتهم.

انطلقت بعد ذلك أشغال اللقاء العلمي بمداخلة للدكتور الحسين بوم الذي تدرج في مختلف الأسلاك الدراسية تدريسا وتأطيرا؛ بدءا بالتدريس السلك الابتدائي وانتهاء بالتأطير في سلك الثانوي. تمحورت مداخلته الموسومة ب"أزمة تعلم وتعليم اللغة العربية: لحن الصفوف نموذجا" حول الأزمة التي يعيشها تدريس اللغة العربية وتنتج عنها تبعا أزمة تعلم هذه اللغة عند المتعلمين؛ تبدأ الأزمة – حسب المداخلة – بالإشكالات التي يطرحها انتقاء المدرسين وفق معايير متباينة مما أفرز فسيفساء على مستوى هيئة التدريس بدءا بالعرفاء ومرورا بالمجندين سواء في إطار الخدمة العسكرية او المدنية ثم المكلفين بالتدريس والأساتذة المستفيدين من التعيينات المباشرة الحاملين للشواهد العليا وانتهاء بأساتذة التعاقد، وقد زاد من تفاقم الأزمة مجموعة من العوامل منها إغلاق باب مركز تكوين المفتشين مدة عشر سنوات، وتعدد الكتاب المدرسي. غن هذه العوامل وغيرها هو ما انعكس بالسلب على الأداء اللغوي للمتعلمين والأساتذة على حد سواء، والذي تترجمه ظاهرة اللحن في الصفوف. من مظاهر هذه الآفة التداول بالعامية داخل الفصول الدراسية والاعتماد بالكلية على الكتاب المدرسي في التحضير للدروس والتغاضي عن تصحيح الأخطاء التي يرتكبها المتعلمون، وفي ختام مداخلته اقترح مجموعة من الحلول والاقتراحات كالرجوع إلى المسار اللغوي الموحد بين الشعب.

تسلم الكلمة بعد ذلك الدكتور عبد العزيز الحويدق المؤطر التربوي السابق لمادة اللغة العربية وأستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية اللغة العربية، والمعروف بمجموعة من الإسهامات المهمة سواء في مجال التربية والتكوين أو في المجال العلمي الأكاديمي. وقد تمحورت مداخلته الموسومة بالاكتساب اللغوي في مناهج اللغة العربية بالسلك الثانوي –الأسس النظرية والإجراءات الديداكتيكية- حول ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الدفاع عن اللغة العربية ينبغي أن يتم لا من منطلق أيدلوجي انفعالي، وإنما من منطلق علمي قائم على البحث والتأصيل، وحول الاكتساب اللغوي الذي ينبغي ان ينطلق من وظيفية اللغة باعتبارها وسيلة للتواصل وليس باعتبارها مجموعة قواعد يتم تطبيقها بطريقة آلية دون وعي بأثرها. وأكد الدكتور عبد العزيز الحويدق أن الكتاب المدرسي ،باعتباره أجرأة للمنهاج الخاص بالمادة، لا يشكل عائقا امام الاكتساب اللغوي لأنه من جهة يساير أحدث الاتجاهات الوظيفية للاستعمال اللغوي وله من الإمكانات ما يؤهله إلى النهوض بالاكتساب اللغوي بالمدرسة المغربية، كما أنه من جهة اخرى يضمن التنوع والشمولية باقتراحه نصوصا من عصور مختلفة ( لغة قديمة- خطابات راهنة)، وأخرى مرتبطة بالتحقيب التاريخي للأدب العربي، علاوة على نصوص مرتبطة بالأنماط المختلفة كما بالقضايا الراهنة، ويقترح من خلال هذا المدخل الثقافي مدخلا أساسا للاكتساب اللغوي. واختتم الدكتور الحويدق مداخلته بالتأكيد على أنه لا خوف على اللغة العربية فإشكالاتها إشكالات طبيعية ترتبط باللغة كنسق إشكالي في ذاته، حاثا الجمعية على الإسهام الفعال في صناعة الكتاب المدرسي والتركيز على مكون التقويم الذي يعتبر- حسب تعبيره- أكبر عدو للغة العربية.

تسلم الكلمة الدكتور هشام الكركاعي الأستاذ بالثانوية التاهيلية الزرقطوني والباحث الواعد ذي الإسهامات العلمية المتنوعة عبر مشاركات داخل الوطن وخارجه، وعبر مقالات منشورة في عدد من المنابر العلمية. اختلفت مداخلة الدكتور هشام الكركاعي المعنونة ب"واقع تدريس اللغة العربية في مكون علوم اللغة في الثانوي التأهيلي- التشخيص والأسباب والعلاج- عن سابقتيها بكونها دراسة ميدانية اعتمدت استبيانا الكترونيا استهدف أساتذة المادة، واستمارة ورقية وزعت على عينة من المتعلمين. وقد وقفت الدراسة على مجموعة من مظاهر الضعف اللغوي عند المتعلمين سواء في المستوى الإملائي او في المستوى الأدائي المتعلق بالبلاغة، كا انتهت إلى مجموعة من الأسباب الكامنة وراء الضعف اللغوي لدى المتعلمين كصعوبة القواعد المدرجة في منهاج اللغة العربية، والعلاقة المطبوعة بالتشنج والنفور بين المتعلمين والمادة في حد ذاتها، والازدواجية اللغوية(لسان فصيح- لسان دارج) في التدريس بالإضافة إلى إهمال الإعداد القبلي لدى المتعلمين، دون إغفال الأسرة التي تبقى معزولة عما يدور داخل المدرسة، إذ إنها لا تنخرط في الاكتساب اللغوي للغة العربية على وجه الخصوص. اختتم الدكتور هشام الكركاعي مداخلته بجملة من المقترحات الكفيلة بتجاوز الضعف اللغوي كالتخفيف من المضامين التي تفرض ضغطا زمنيا على الأستاذ وتسهم بشكل فعلي في الضعف اللغوي للمتعلمين، والتدريس الشمولي لمكونات المادة دون فصل.

أعطيت الكلمة بعد ذلك إلى الأستاذ عبد المجيد أيت عبو الذي أبى إلا ان يشارك أساتذة المادة فرحة هذا المولود الجمعوي بقصيدة شعرية في حق الحضور الذي حج لنصرة اللغة العربية بما هي هوية وثقافة، وفي حق المعلم وما يبذله من مجهودات جبارة في سبيل تنشئة الأجيال، وفي حق اللغة العربية لسان القرآن العربي المبين.

تم الانصراف بعد ذاك إلى استراحة شاي، لتنطلق بعدها مناقشة القضايا والإشكالات التي أثيرت في المداخلات الآنفة الذكر. تدخل المؤطر التربوي حسن عمار مؤكدا على أن تأسيس الجمعية بادرة حسنة تنم على إعادة الاعتبار والمعنى لتدريس اللغة العربية، ومعبرا عن استعداده للتعاون والتنسيق مع الجمعية في بعض المشاريع التي تتقاطع مع مهام هيئة التأطير التربوي. وأكد كذلك على استحسانه للمدخل الثقافي في تدريس اللغة العربية عوض المعيارية القاتلة المعتمدة منذ أمد ليس بقريب، مستشهدا في ذلك بقولة لتودوروف في كتابه الأدب في خطر أن تدريس النصوص بالمراحل المنهجية المتاحة يحول المدرس إلى قزم على كتف عملاق تجسده اللغة المدرسة، فالأدب أكبر من ان تستوعبه منجية او نظرية في التدريس. تدخل فيما بعد الأستاذ عبد الله الإبراهيمي مؤكدا على ان على الجمعية التأسيس لمختبرات تعمل تحت إشرافها يكون من مهامها التفكير في الطرق المثلى للاكتساب اللغوي، لأن الأخير إشكال راهن ومهم؛ إذ لا يمكن التفكير بتدريس اللغة العربية بمعزل عنه. وأشار الابراهيمي كذلك إلى معضلة ارتباط تدريس المادة بالامتحان في قسميه الجهوي والوطني وما يطرحه هو الىخر من معيقات كبرى امام الاكتساب اللغوي لدى المتعلم من جهة، وأمام تدريس المادة لدى الأستاذ من جهة أخرى.

تناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ عادل أستاذ اللغة العربية في ثانوية فيكتور هيجو الذي أكد على ضرورة الاقتداء بتدريسية اللغات الأخرى كاللغة الإنجليزية على وجه الخصوص، سواء من حيث الطرائق المتبعة في ذلك، او في طرق إخراج المقررات الدراسية إلى غير ذلك.

ثم تم إعادة الكلمة إلى المنصة تفاعلا مع التدخلات والتعقيبات، ليختتم النشاط أشغاله بتسليم شواهد المشاركة على المتدخلين، وبطاقات عضو مؤسس بالنسبة للهيئة الاستشارية للجمعية التي يمثلها الأستاذ العلوي قشاش والأستاذ حميد منسوم.

هذا وقد سادت اللقاء اجواء من الارتياح والتفاؤل بشأن مستقبل تدريس المادة مع إنشاء هذه الجمعية الواعدة، لأنها ستكون منبرا للأساتذة لطرح إشكالاتهم الفكرية والمهنية، ومجالا لعرض تصوراتهم ، ومختبرا لاختبار اقتراحاتهم ومساءلة ممارساتهم الصفية.

المقرر: ذ سعيد أبناي

مراسلة: رضوان الرمتي


تقييم:

5

0

مشاركة رابط الصفحة:


التعليق على الموضوع عبر فيس بوك:

التعليق على الموضوع في الموقع:
...........................................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com