ما إن تم الإعلان عن قرار الحكومة العمل بالساعة الإضافية بشكل مستمر، حتى بدأت ردود الفعل تطغى على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، مغطية بذلك على مواضيع استأثرت بالاهتمام طيلة الأيام الماضية. لكن صاحب ردود الأفعال هذه الكثير من المغالطات، فأردت في هذا الموضوع توضيح هذه المغالطات محاولا إزالة اللبس الحاصل في الموضوع، ليس للتعبير عن الرضا على هذا الإجراء الحكومي، وإنما لتركيز الاهتمام على الآثار السلبية الحقيقية للتوقيت المراد تطبيقه، ويبقى التقييم للقارئ.
الملاحظة العامة التي خرجت بها من خلال متابعتي لمجموعة من ردود الفعل تتعلق بأوقات دخول وخروج التلاميذ من المؤسسات التعليمية، ولتوضح الأمر: فإن تأخير وقت الدخول والخروج بساعة، يعني أن التلميذ سيبدأ حصصه الصباحية على الساعة الثامنة (جي ام تي) وسينهي حصصه المسائية على الساعة السادسة (جي ام تي)، وهو التوقيت العادي المألوف في النصف الشتوي من السنة، هي عملية حسابية بسيطة استعصت على فهم كل من المواطن والوزير:
المواطن يتحدث عن ذهاب التلاميذ إلى المدارس، وعودتهم منها في الظلام، والوزير يحل المشكل الغير موجود أصلا بخلق مشاكل غير موجودة أيضا، وذلك بتقديم حصص المساء بساعة، حيث أن الدراسة من الثانية إلى السادسة مساء بتوقيت (GMT+1)، تعني من الواحدة إلى الخامسة بتوقيت (GMT)، فمتى كنا ندرس بهذا التوقيت لا في الصيف ولا في الشتاء؟!
أما المشكل الذي أحدثه السيد الوزير هو تقليص الفترة الزوالية من ساعتين إلى ساعة، ناسيا أن هناك مؤسسات مكتظة تعمل في تلك الفترة، إضافة إلى أن ساعة غير كافية لأولئك الذين يدرسون صباحا ومساء ويستغلون تلك الفترة للعودة إلى منازلهم.
أما أهم المشاكل الحقيقة للساعة الإضافية، والتي أرى أنه ينبغي التركيز عليها فتتلخص في ثلاث نقط أساسية، وهي مرتبة حسب درجة أهميتها:
* الوالدان اللذان سيستمران في الدخول إلى العمل على الساعة الثامنة صباحا، سيضطرون لترك أبنائهم ساعة إضافية في انتظار وقت الدخول إلى المدرسة.
* ساعة الدخول لا يمكن أن تستمر على الساعة التاسعة طيلة السنة الدراسية، وبالتالي سيستمر مشكل زيادة ونقصان ساعة بالنسبة للتلميذ.
* التغير الذي ستتحدثه الساعة الإضافية على الساعة البيولوجية للمواطن المغربي... .
أحمد زربوحي
27 أكتوبر 2018م
الصورة عن موقع آش بريس