إعلانات

نص التقرير:
الصلاة
يـــــــــوم: 11/10/11 | القـراءات: 90776

 


تقييم:

0

0

مشاركة رابط الصفحة:


المشاركة في الدرس عبر الفيس بوك:

المشاركة في الدرس عبر الموقع:
ayoub | 5eme anne | 11/10/11
ana bhib an ocharik


امحمد التوخسيني | bac2 | 11/10/11
التفكر في الكون و أثره في ترسيخ الإيمان،آيات الأنفس و الآفاق



أولا: التفكر: مفهومه وحدوده وفوائده
إن من العبادات التي هجرها الكثيرون في هذا الزمان عبادة التفكر في آيات الله تعالى الكونية التي دعا إليها القرآن والسنة النبوية والسلف الصالح. وهذا الهجر سبب خللا في الوعي الإسلامي..إذ أصبحنا نهتم بأمور هي دون عبادة التفكر في الاعتبار الشرعي والفائدة المرجوة.
* مفهوم التفكر: التفكر : هو دراسة الأشياء و تحليلها ، و من ثم ربطها بالحقائق الموضوعية ، بما يتناسب و العقل و المنطق الصحيحين ، و بالتالي يتوافق و يتطابق مع العلوم الصحيحة على اختلافها قال الرسول الكريم في حديث شريف و صحيح : (( لا عبادة كالتفكر ، تفكر ساعة خير من عبادة ستين عاماً)) و في رواية أخرى للحديث ... (( سبعين عاماً)).
التفكر لغة: مأخوذ من - ف ك ر – التي تدل كما يقول ابن فارس: على تردد القلب في الشيء، يقال تفكر إذا ردد قلبه معتبرا، ولفظ التفكر مصدر لتفكر . وجاء في لسان العرب : الفكر والتأمل وإعمال الخاطر في الشيء.
واصطلاحا: تصرف القلب في معني الأشياء لدرك المطلوب. وهو التدبر والاعتبار. وهو عبادة تمارس بالقلب والعقل وتشترك فيها الحواس.
والتفكر في أي موضوع من المواضيع يعني إعمال الفكر إعمالا واسعا وعميقا ومنظما. وهو زناد القلب، وغذاء الروح، وروح المعرفة، ودم الحياة الإسلامية وروحها وضياؤها.
التفكر عبادة فعلها الأنبياء وواظب عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت عبادته قبل البعثة حياة نفكر وتعبد لله . قالت عائشة رضي الله عنها.كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه، وهو التعبد الليالي أولات العدد).
* حدود التفكر: يقول تعالى قي سورة آل عمران: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {191} ، فالله تعالى دعا المومنين إلى التفكر والتأمل. في مخلوقاته، وحثهم على المواظبة عليه . وبينت لنا السنة النبوية المجالات التي يجب أن نعمل الفكر فيها، قال صلى الله عليه وسلم
" تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته، فإنكم لن تقدروا" لأن التفكر في نعم الله هو شرط معرفة الله ومحبته، أما التفكر في ذاته فهو فوق طاقة الإنسان .
* شروط مساعدة على التفكر: ينبغي للمسلم أن لا نكون نظرته عادية، نظرة سطحية لظواهر الأشياء، بل نظرة عبادة نظرة عميقة تحمله من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب ، ومن معرفة المخلوق على معرفة الخالق سبحانه الذي خلق الكائنات وأبدع النظام الذي تسير عليه ، يقول تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ } لملك3 ويقول أيظا: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } الطلاق12 . ولكي يبلغ المؤمن هذه النظرة يحتاج إلى مجموعة من الشروط أهمها: - التقوى وترك الفضول والقول. - المداومة على تدبر القرآن الكريم. - المداومة على الاعتبار وتذكر منازل الآخرة. - المداومة على إعمال العقل والتأمل.- طلب العلم وإعمال النظر فيه وتعليمه للناس.
* فوائد التفكر: التفكر في نظام الكون وأجزائه يورث فوائد كثيرة منها:
- الاتصال الدائم بالله تعالى: لأن التفكر عبادة لله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، يورث الخشية والخشوع ودوام التوجه إليه.
- تكثير العلم واستجلاب المعرفة: العلم هو الثمرة الخاصة للتفكر، وإذا حصل العلم في القلب تغير حال القلب، وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح إلى الأحسن والأفضل.
- ترسيخ الإيمان وتنميته إلى درجة اليقين: التفكر في خلق الله، ودراسة الظواهر المختلفة، يرسخ الإيمان ويبلغ به درجة اليقين .
- مخافة الله والشعور برقابته: عندما يشعر الإنسان بمخافة الله ، ويحس بدوام وجوده معه، فهذا يبعده عن المعصية ، ويصرفه عن السقوط في الجريمة والفساد{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران
- محبة الله تعالى: فأصل المعرفة التفكر، وثمرة المعرفة المحبة، والمحبة غاية كل مؤمن صادق. ومحبة الله تحصل من التفكر في النعم لأن النفس مجبولة على محبة من أحسن إليها، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي).
ثــانــيا: التفكر منبع الإيمان ومنار الأعمال
أقسام التفكر: يقول تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21. أصل الخير والشر من قبل التفكر، والفكر يمكن إعماله فيما يصلح حال الإنسان أو يفسده ، وانفع أنواع التفكر على أربعة أقسام:
1- التفكر في صفات الله وأفعاله لا في ذاته: يستحب التفكر في صفات الله تعالى وفي مخلوقاته انطلاقا من المنهج الذي رسمه القرآن الكريم والسنة النبوية
والسلف الصالح ، ويحرم التفكر في ذات الله وكيفيته لأن ذلك لا يؤدي بالإنسان إلى نتيجة أو علم، لأن الإنسان لا يستطيع إدراك كنه ذات الله تعالى لأنه عاجز عن معرفة كنه الروح الت هي إحدى مخلوقاته.
2- التفكر في الكتاب: الله سبحانه يدعو عباده إلى تدبر كتابه والتفكر في معانيه. {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً
كَثِيراً}النساء82
3- التفكر في أمور الآخرة: التفكر قي الآخرة وشرفها ودوامها، وفي الدنيا وخستها وفنائها، يثمر الرغبة في لآخرة والزهد في الدنيا. و كلما ازداد علمنا
بتفاصيل اليوم الآخر مالت قلوبنا أكثر نحو الصلاح واجتهدت جوارحنا في فعل الخيرات وتركم المنكرات.
4- التفكر في الموجودات: الكون كتاب مفتوح يورث التفكر فيه اليقين بعظمة خالقه ويوثق الصلة بالله سبحانه وتعالى، والاتصال بالله يسبب استقامة
التفكير ونبله، وصقل الروح وسموها.
ثــالثا: نماذج للتفكر في الأنفس والآفاق
يقول تعالى{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ{20} وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{21} وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }الداريات التفكر في خلق الله يشمل:
1- التفكر في الآفاق / الكون(أياتن الله في السماوات والأرض): أنظر الكتاب المدرسي
في القرآن الكريم آيات كثيرة يستشهد بها الحق سبحانه على صدق وحيه منها قوله تعالى{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ}. ومن ذلك آيات الله في الأرض الدالة على طلاقة قدرته، وعظيم حكمته، وإحاطة سلطانه وعلمه .إن الآيات الناطقة بالإعداد الدقيق لهذا الكون المذهل ولهذه الأرض ليكونا مهيأين لحياة الإنسان كثيرة لا تعد ولا تحصى . ونقتصر هنا على ما يأتي:
{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }يونس101
2- التفكر في آيا ت الأنفس( خلق الإنسان في ضوء الكتاب والسنة): أنظر الكتاب المدرسي
{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى{36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ تمْنَى{37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى{38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى{40} }القيامة36
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14}





نهيلة ضعيف | 8اعدادي | 11/10/11
اريد مشاركة في هده اللعبةلكن لااعرف كيف

saadia | 3émé année | 11/10/11
أريد العثور عن إمتحانات موحدة

جمال الفقير | دبلم الدراسات العليا | 11/10/11
أشكرك لكني أختلف معك في طريقت حديتك عن الموضع الذي يطبعه الخطاب الاسلاموي النابع من ايديولوجيا واقتناعات تيارات معينة تتسم بنوع من الانغلاق الفكري

محمد الطالبي | التعليم العالي+ | 11/10/11

الحمد لله ، هدانا للدين القيم ، وجعلنا من خير الأمم . أحمده سبحانه وأشكره ، وأتوب إليه وأستغفره . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، المتصف بالجود والكرم ، المسبغ على عباده أنواع النعم . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، الموصوف في نون والقلم ، بالخلق العظيم ، ففي كل خلق حسن هو فيه العلم . فمن اتبع هديه فاز ، ومن عصاه عض أصابع الندم ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجود والكرم، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ وسلك السبيل الأقوم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما جاد غيثٌ في سحابٍ مدلهم.أما بعد: فيا أيها الناس: اتقوا الله حق تقاته كما أمركم في محكم الـكتاب، وتأدبوا بآداب نبيكم؛ فإنها أكمل الآداب، وتخلقوا بمحاسن أخلاقه فأحسنكم أخلاقا أقربكم من رب الأرباب، وراقبوا الله؛ فهو الـمطلع على ما ظهر وما أرخيت عليه الستور، وأغلقت دونه الأبواب.
أيها المسلمون :الناس منذ خلقهم الله وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ? قال: ((الناس معادن كمعادن الفضة والذهب, خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن الرسول ? قال: ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك, والسهل والحزن والخبيث والطيب))
الناس كالأرض ومنها هُمُ فمن خَشنِ الطبع ومن ليِّنِ
فجنـدلٌ تدمـى بـه أرجـــــلٌ وإثـمدٌ يـُوضـع في الأعـينِ
ويُعلم بداهةً أن معاملة هذه الاختلافات معاملةً واحدةً لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسُنُ مع هذا لا يجمل مع غيره. لذا قيل:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم ). فكان شأنه ? في تربية أصحابه وتعليمهم أن يراعي أحوال من يتعامل معهم وينزل الناس منازلهم.ففي فتح مكة أمر الرسول ? المنادي أن يعلن في الناس أن من دخل المسجد الحرام فهو آمن, ومن دخل بيته فهو آمن, ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن..., ألا ترى أن دار أبي سفيان لم يكن لها ما يميزها عن دُور أهل مكة, وأن دخول هذه الدار أو غيرها سيّان ؟.ومنها توزيعه ? بعض أموال الغنائم والفيء على أناسٍ دون أناس.وكذلك تقسيمه الأعمال والمهام على أصحابه كُلٌّ بحسبه، فما أوكل إلى حسان غير ما أوكل إلى معاذ ويصح ذلك مع أبي بكر وعمر و صهيب وخالد وبقية الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.إنها المعرفة بنفسيات الناس وما يطيقون وما يحبون ,ومعرفة الدخول إلى قلوبهم. وفي رقعة الحياة الواسعة تصادفك أجناس وأصناف من الناس، يحمل كل واحد منهم طبيعة تختلف عن الآخر، وصفات تختلف عن بعضها، تتأثر سلبا وإيجابا بالعوامل الوراثية والمناخات الفكرية والبيئية، قلما تتوافر في اثنين يلتقيان على مصلحة واحدة، ولو حاسب الناس بعضهم بعضا على طبائعهم ما التقى اثنان على بناء الحياة، فمن الناس من يغلب على طبعه الغضب، ولو حاسبـته على هذه الصفة لانقطعت حبائل الاتصال بينك وبينه، ولتحولت الحياة بينكما إلى معارك متلاحقة لا ينجو منها أحد، ولربما تكون هذه الشخصية الغضوب هي الزوجة، أو تكون هي الزوج، ولكم أن تتصوروا كيف تكون الحياة بين زوجين لا يتفهم أحدهما طبيعة الآخر. وفي الحياة أيضا تصادفك شخصيات حساسة وما أكثرها، تجدها كثيرة الحزن شديدة التحسس حتى من الأمور التي قد لا تحسب لها شيئا، ولو اتخذت مواقف غضب من كل هؤلاء لمشيت في الحياة وحدك، واستوحشت من الدنيا. إن هذه المفارقات في حياة الناس أمر طبيعي، ينبغي ألا يقلقك كثيرا بقدر ما يدفعك إلى التماس طرائق متعددة في التعامل معها، وقد وجهنا ديننا الحنيف إلى ضرورة الالتفاف حول منهج موحد في تعامل الناس مع بعضهم يقوم على أساس المحبة والتعاون، والتآزر والتآخي، ويتجاوز الهنات الصغيرة والأخطاء القليلة، منهج يعد المؤمنين إخوة في الدين، والناس جميعا إخوة في الإنسانية، يقول الله سبحانه وتعالى: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ?[الحجرات: 10] ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?[ الحجرات:13] ،ولما كان الإنسان من طبيعته الخطأ، والناس يتفاوتون فيما بينهم في المدارك والفطنة والحكمة والذكاء؛ وجب مراعاة الطبائع المختلفة والاعتماد على منهج الإسلام الذي يستطيع المسلم من خلاله التعامل مع كل هذه المفارقات، حتى لو لم يكن لديه دراية بطبيعة أخيه . أيها المسلمون:إن معرفة طبيعة المرء تساعد على اختيار الطريقة المناسبة في التعامل معه، ولقد كان النبي ? أحكم الناس في التعامل مع طبائع الناس المختلفة، وأقدرهم على استعمال منهج الإسلام في حركة العلاقة بينهم، ونماذج تعامله - عليه الصلاة والسلام - مع هذه الطبائع كثيرة جدا حفلت بها السيرة النبوية العطرة، من ذلك ما حدث في يوم الحديبية عندما بعثت قريش عددا من المفاوضين للنبي ? ، فكان كلما جاء أحدهم فرآه النبي ? من بعيد أخبر أصحابه بطبيعته، فأمرهم أن يتعاملوا معه بما يناسب تلك الطبيعة أو تلك الصفة، فجاءه رجل من كنانة فلما أشرف على النبي ? وأصحابه في الحديبية قال: هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له - أي أرسلوا قطعان الهدي أمامكم ليراها-، فبعثت له واستقبله الناس يلبون، فلما رأى ذلك قال الرجل: سبحان الله، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت، ثم جاء سهيل بن عمرو فقال النبي ? : (( قد سهل لكم من أمركم)) - أي سهـل الله لكم مهمـتكم بهذا الرجل -، وهكذا كان يراعي النبي ? نفوس الناس وما جبلت عليه من طبع، فمن كان يحب الفخر أعطاه النبي ? من المكانة ما تحفظ له طبعه في الحدود الطبيعية، كما فعل مع أبي سفيان عندما قيل له: إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا، فقال: ((نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن))، ومواقف النبي ? مع أصحابه قائمة على مراعاة هذه الجوانب النفسية والطبائع البشرية، يتعلم منها أصحابه قواعد السـلوك، وطرائق التعامل مع الناس أيها المؤمنون:لقد حدد الإسلام مجموعة من الطرق والأساليب في جذب قلوب الناس وكسب محبـتهم، على اختلاف طبائعهم وأمزجتهم، وسوف نذكر هنا بعضا منها، وأول هذه الطرق - أخي المسلم - التبسم؛ فالتبسم خلق ينبغي ألا يفارقك أبدا، وقد جعله النبي ? صدقة تكسب بها الأجر الجزيل، فقال -عليه الصلاة والسلام-: ((تبسمك في وجه أخيك صدقة))، وقد كان النبي ? كثير التبسم حتى قال عنه جرير البجلي: "ما رآني النبي ? إلا ابتسم" . إن الابتسامة رسالة المحبة بين الناس، ومفتاح القلوب المغلقة، فإذا لقيت أخاك في كل مرة بالابتسامة فذلك يعني أنك تعبر له عما في قلبك من المحبة، والطريقة الثانية هي دفع الكلمة السيـئة بالكلمة الطيبة. فرب كلمة شر تموت إذا أهملها الناس ولم يهتموا بها، ورب كلمة شر تنامت وزاد الاهتمام بها حتى أحرقت حاضر الناس ومستقبلهم؛ لأن الناس أوقدوا بها نيران القلوب، ذلك لأن الكلمة السيـئة تصدر مريضة سقيمة لا تقوى على اختراق القلوب إلا إذا فتح لها الباب، وسمح لها بالدخول، وقد أمر الله تعالى أن تواجه هذه الكلمات السيـئة والتصرفات الخاطئة بالحسنى، وأن ترد باللطف والتعقل، فقال تعالى: ?ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ?[ المؤمنون:96) والكلمات السيـئة سرعان ما تتحول إلى عكسها عندما تدفع بالحسنى؛ لتعود بينك وبين أخيك مودة ما عرفت مثلها من قبل، يقول الله تعالى: ?وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ?[فصلت:34] 00 إن الكلمة السيـئة قد تبدو أول الأمر صغيرة؛ فينـفخ الشيطان في معناها حتى تتعاظم في قلب من يسمعها، فتترتب عليها مواقف خطيرة وتصرفات متهورة، وقد أمر الله عز وجل عباده أن يجنبوا أنفسهم كلمات السوء، وأن يتعودوا القول الحسن؛ قطعا لدابر الشيطان ومكايده، يقول سبحانه ?وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً ?[ الإسراء:53]،ومن هذا المنطلق حذر يعقوب ابنه يوسف - عليهما السلام- من هذا الكيد الشيطاني في إفساد القلوب، وإشعال نيران العداوة بين الإخوة، فقال: ?قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ?[ يوسف:5] واعلم - أخي المسلم - أن الكلمة السيـئة التي تصدر من أخيك ليس لها جذور في الأرض فلا تقوى على البقاء أبدا، فما عليك إلا أن تدفعها بكلمة طيبة لتنبت بها شجرة المحبة، وتقوى فيها أغصان الأخوة، وتنتعش تحت ظلالها قلوب العباد، يقول سبحانه وتعالى: ?أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ?تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ? وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ?[ إبراهيم:24-26] عباد الله:من طرق التعامل الصحيح مع الناس بمختلف طبائعهم تجنب جرح المشاعر وتسجيل الإهانات، حتى لو كان ذلك في مقام النصيحة، لأن النصيحة إذا كانت في جمع من الناس قد تكون غير مقبولة، لأنها تؤدي إلى جرح المشاعر، وتحمل معنى التوبيخ بين الجماعة، ولقد كان النبي ? عندما يعلم أصحابه يقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا، وما بال أناس يعملون كذا))، فجرح المشاعر لا يسمح باستمرار التواصل بين الناس، ولا يؤدي إلا إلى المزيد من الكراهية والبغضاء، ذلك لأن مشاعر الإنسان هي روحه التي يعيش بها، ووجهه الذي يلقى به الآخرين، فلا يسمح لأي أحد أن يناله بسوء، وفي سيرة النبي ? نماذج رائعة في مراعاة مشاعر الناس وعدم إحراجهم، من ذلك ما رواه معاوية بن الحكم السـلمي قال: "بينما أنا أصلي مع رسول الله ? إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أماه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فـجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى - عليه الصلاة والسلام - دعاني، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني - أي ما نهرني- ولا ضربني ولا شتمني، وإنما قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)).فاتقوا الله -عباد الله-، وتفهموا مشاعر الآخرين، واتخذوا من نبيـكم ? قدوة في شؤون حياتكم وتعاملكم مع أجناس البشر،?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ?[الأحزاب:21] بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني الله وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفِر الله لي ولَكم ولجميع المسلِمين من كلّ ذنب فاستَغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم



كوثر | السادس | 11/10/11
شكرا لك ايها الاستاذ

.....................................................................

=== إضافة مشاركة جديدة ===
الإسم:

المهنة أو المهمة:

نص المشاركة:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة

فكرة وتصميم وبرمجة الموقع: أحمد زربوحي
للتواصل: e-mail: etenma@gmail.com